1.
السياحة عبر التاريخ
منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض وهو في حاجة إلى التنقل بحثا عن
المأكل و المشرب مستخدما وسائل التنقل المتاحة أنداك و الخاصة بكل حقبة زمنية ،
و قد استعمل المصريون القدامى القوارب الشراعية عابرة للبحر أما برا فكانوا ينتقلون
إما على الأقدام أو على الدواب ، و عليه فان هذه الفترة لم تعرف نشاطا سياحيا
حقيقيا ، لان المسافر كان يقوم بكل شيء بنفسه و لم تكن
هناك مرافق خاصة بهذا الأخير ، كما كانوا ينتقلون لأغراض خاصة كالبحث عن الأسواق
في بلدانهم أو خارجها و البحث عن العمل.
و عليه يمكن أن نميز مرحلتين
مهمتين في تاريخ السياحة و هما:
- المرحلة
الزمنية: 1840-1914
عرفت
هذه المرحلة زيادة ﺇنتقال البشر من مكان لأخر و هذا مرده إلى الاختراعات و
التطورات التكنولوجية الحاصلة في هذه الفترة ، و ذلك باختراع القطار و السيارة و
السفن المريحة و السريعة في نفس الوقت كل
هذا جعل الإنسان يهتم فعلا بالسياحة و التنقل ، و عموما تعد هذه المرحلة هي
البداية الفعلية للنشاط السياحي عبر العالم.
و
ظفر "توماس كيد" و هو بريطاني ، بتنظيم أول رحلة سياحية جماعية عن طريق
القطار داخل انجلترا ، ثم قادها إلى دول أوروبا ، ثم أمريكا
و من أهم و أطول هذه الرحلات تلك التي سميت ب
"Grand Tour " حيث تم فيها ﺇختيار وسائل النقل و أماكن الإقامة
، فكانت لبنة لظهور النشاط السياحي .
- المرحلة
الزمنية: من 1914 إلى يومنا هذا
تميزت
هذه المرحلة بأعظم ﺇختراع عرفته البشرية و هو الطائرة الحربية، و الذي تزامن مع
الحرب العالمية الأولى ، و بعد ذلك دخلت الطائرة مجال الطيران المدني و تميزت
بإدخال وسائل الأمان و سرعة اﻷنتقال ، حيث طغت هذه الأخيرة على الوسائل الأخرى .
كل
هذا يعد البداية الحقيقية للسياحة بمفهومها الحديث و التي أصبحت تسمى بالصناعة
السياحية. و حديثا ظهر اﻷسم الجديد "Tourisme"
و هو وليد القرن العشرين و بدا اﻷهتمام بالسياحة من طرف المنظمات العالمية خاصة هيأة
الأمم المتحدة.
و عليه فقد أولى الباحثون اهتماما بليغا بهذا النشاط و أقاموا
له معاهد متخصصة و وضعوا له إطارا خاصا منفصلا عن التجارة و النقل و الأنشطة
الأخرى و صارت السياحة علما مستقلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق